طرق علاج الدهون الثلاثية وأسباب ارتفاعها في الدم

علاج الدهون الثلاثية لا يتوقف عند طريقة محددة فهو يشمل تغيير نمط الحياة بمساعدة الطرق العلاجية الدوائية، وهو ما نتعرف عليه بمزيد من التفاصيل في سياق هذا المقال.

 

الدهون الثلاثية

تعتبر الدهون الثلاثية أكثر أنواع الدهون انتشارًا داخل جسم الإنسان، وتتكون هذه الدهون من مركبات كيميائية يقوم الجسم بهضمها بهدف تزويده بالطاقة اللازمة لعملية التمثيل الغذائي. تشكل الدهون الثلاثية العنصر الرئيسي في الزيوت النباتية والدهون الحيوانية. من الناحية الكيميائية يشمل تكوينها جزيء جليسيريد متصل بثلاثة أنواع من الأحماض الدهنية.

 

يتم تحطيم الدهون الثلاثية إلى مكوناتها الأصلية في الأمعاء الدقيقة وهي الجليسيريد والأحماض الدهنية، على أن يتم تخزين هذه الدهون في الخلايا الدهنية وخلايا الكبد. علمًا بأن الدهون الثلاثية والكوليسترول لا يذوبان في الدم ولكنهما ينتشران بجميع أنحاء الجسم بمساعدة البروتينات الدهنية. الدهون الثلاثية تخزن السعرات الحرارية غير المستخدمة في تزويد الجسم بالطاقة أما الكوليسترول فهو يعمل على بناء الخلايا والعديد من الهرمونات.

 

مستوى الدهون الثلاثية في الدم 

قياس مستوى الدهون الثلاثية في الدم، يكون عن طريق أخذ عينة دم، بعد صيام الشخص لمدة تصل من 8 إلى 12 ساعة ويمكن تحديد مستوى الدهون الثلاثية في الدم وفق النتائج التالية:

 

  • المستوى الطبيعي للدهون الثلاثية

يكون مستوى الدهون الثلاثية طبيعيًا إذا كان أقل من 150 مج/ ديسيلتر .

 

  • المستوى المعتدل للدهون الثلاثية

يكون مستوى الدهون معتدلًا إذا كان بين 150-200 مج/ ديسيلتر.

 

  • المستوى المرتفع للدهون الثلاثية

إذا كان مستوى الدهون الثلاثية أكثر من 200 مج/ ديسيلتر فهذا يعني أنها مرتفعة، الأمر الذي تزداد معه فرص الإصابة بتصلب الشرايين وخاصة مرض الشريان التاجي والسكتة الدماغية، وفي حالة ارتفاع مستوى الدهون لأكثر من 500 مج/ ديسيلتر فينتج عنه التهاب البنكرياس.

 

أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم

هناك العديد من الأسباب التي ينتج عنها ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم، والمرتبطة بنمط الحياة الكسول أو بعض الممارسات الخاطئة ومن ضمن هذه الأسباب ما يلي:

  • الإصابة بمرض السمنة.
  • الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • الإصابة بأمراض الكلى.
  • الإصابة بمتلازمة الأيض.
  • الإصابة بقصور في الغدة الدرقية.
  • الاعتماد على نظام غذائي غني بالدهون والسكريات.
  • تجاهل ممارسة الأنشطة الرياضية والتمارين البدنية.
  • الافراط في تناول المشروبات الكحولية.
  • الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مثل مرض الذئبة الحمراء.
  • النساء الحوامل، تزيد نسبة الدهون الثلاثية لديهن في المرحلة الثالثة من الحمل.
  • تناول بعض الأدوية.

 

الأدوية التي ترفع مستوى الدهون الثلاثية بالدم

هناك عدد كبير من الأدوية التي تسبب ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم، وهذه الأدوية تشمل:

  • أدوية الكورتيكوستيرويدات، والإستروجين وتاموكسيفين.
  • أدوية خفض ضغط الدم مثل حاصرات بيتا.
  • أدوية الثيازيدات والآيزوتريتينوين وسيكلوفوسفاميد.
  • الأدوية مضادات الفيروسات.
  • الأدوية الخاصة بالأمراض النفسية مثل الفينوثيازينات.

 

أعراض ارتفاع الدهون الثلاثية

أثبتت الأبحاث والدراسات الطبية التي أجريت في هذا الشأن، أنه لا توجد أعراض معينة مرتبطة بارتفاع مستوى الدهون الثلاثية بالدم، في الوقت الذي أشارت فيه هذه الدراسات إلى مجموعة من العلامات قد تكون بمثابة إنذار بارتفاع الدهون الثلاثية في الدم. وتتمثل هذه العلامات فيما يلي:

 

  • الأورام الصفراء

الأورام الصفراء أو ما تعرف علميًا باسم الصفرومات، هي حالة مرضية تكون عبارة عن تراكم رواسب الدهون تحت الجلد، بحسب حجم تلك الرواسب وقد يصل حجمها إلى 7.5 سنتيمترًا ويكون لونها أصفر أو برتقالي، وتعد هذه العلامة من دلائل ارتفاع الدهون الثلاثية أو الكوليسترول في الدم، خاصة وأن هذه التراكمات تظهر في مناطق معينة من الجسم مثل منطقة الكوعين والركبتين واليدين والكاحلين والظهر والأرداف وحتى جفون العين. الجدير بالذكر، أن هذه الأورام الصفراء، تختفي بمجرد خفض نسبة الدهون الثلاثية بالدم، كما أنها لا تشكل خطرًا على الشخص المصاب.

 

  • التهاب البنكرياس الحاد

بالرغم من إن التهاب البنكرياس من الأمراض غير الشائعة، إلا إنه قد يكون من العلامات الدالة على ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية بالدم، خاصة مع الحالات التي يصاحبها بعض الأعراض مثل، الآلام المفاجئة في البطن، والقيء والغثيان، والحمى، وعدم انتظام ضربات القلب، والتنفس السريع.

 

ويعتبر تناول المشروبات الكحولية بشكل مفرط من أبرز أسباب التهاب البنكرياس الحاد، وكذلك ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم كما تظهر بعض العلامات الأخرى التي تكون مصاحبة لارتفاع الدهون الثلاثية في الدم مثل:

  • تورم أو انتفاخ الكبد.
  • تورم وانتفاخ الطحال.
  • الشعور بآلام شديدة بمنطقة الصدر.
  • تشوش الرؤية، والشعور بدوار.
  • فقدان التركيز والارتباك.

 

علاج الدهون الثلاثية

تعني كلمة علاج الدهون الثلاثية خفض مستوى الدهون الثلاثية من المستوى المرتفع إلى المستوى المعتدل ومن ثم الطبيعي، وذلك من خلال بعض الطرق الطبيعية، أو الطرق الدوائية.

 

علاج الدهون الثلاثية بالطرق الطبيعية

هناك مجموعة من الإجراءات الحياتية التي يجب أن يتبعها الأشخاص لخفض مستوى الدهون الثلاثية في أجسامهم ومنها ما يلي:

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • فقدان وخسارة من 5 إلى 10% من وزن الجسم.
  • الحرص على تناول الأسماك بكثرة، لاحتوائها على نسب عالية من أوميجا 3.
  • الحد والتقليل من تناول السكريات.
  • الحد من تناول الأطعمة الدهنية الدسمة خاصة التي تحتوي على الدهون المشبعة.
  • يمكن استبدال الدهون المشبعة بالدهون الأحادية غير المشبعة والدهون غير المشبعة المتعددة مثل زيت الزيتون والمكسرات والأسماك الدهنية.

 

علاج الدهون الثلاثية بالأدوية

هناك الكثير من حالات ارتفاع الدهون الثلاثية في الدم يمكن علاجها بالأدوية المخصصة لخفض نسبة الدهون الثلاثية في الدم وخاصة إذا كان مستوى الكولسترول الجيد منخفضًا وكان مستوى البروتينات الدهنية منخفض الكثافة أيضًا أو في حالة ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار ولكن يجب علم الآتي قبل الحصول على العلاج الدوائي:

  • الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الدهون الثلاثية إلى جانب المعاناة من مرض انسداد الشرايين أو مرض السكري يمكنهم الحصول على أدوية سيمفاستاتين وتورفاستاتين، لخفض الدهون الثلاثية.
  • كما يمكن استخدام مكملات زيت السمك التي تباع في الصيدليات لخفض الدهون الثلاثية بالدم، وذلك لكونها تحتوي على أحماض أوميجا3 الدهنية والتي تساعد في خفض مستوى الدهون الثلاثية في حالة تناولها بجرعات عالية وفقًا لما يحدده الطبيب المعالج.